كتب الأديب كمال الدين علي بن محمد بن المبارك الشهير بابن الأعمى هذا الذم في دار كان يسكنها حيث قال:
دار سكنت بها أقـــــل صفاتهـــــــــا
أن تكثر الحشـــرات في جنباتهــــــا
الخير عنها نــــــــازح متباعــــــــــــد
والشر دان من جميــــع جهاتهـــــــا
من بعض مافيها البعــــــوض عدمته
كم أعدم الأجفان طيـــب سناتهــــا
وتبيت تسعدهـــــــــا براغيــث متى
غنت لها رفصت على أنغامهــــــــــا
رقص بتنقيــــــــــط ولكن قافــــــــــه
قد قدمت فيه علــــى أخواتهـــــــــا
وبها ذباب كالضبــــــاب يسـد عيــن
الشمس ماطربى سوى غناتهـــــــا
أين الصوارم والقنـــــا من فتكهـــــــا
فينا وأين الأســـــد من وثباتهـــــــــا
وبها من الخطـــــــاف ما هو معجـــز
أبصارنا عن وصف كيفياتهــــــــــــــــا
وبها خفافيش تطيــــــــر نهارهـــــــا
مع ليلها ليســـت على عاداتهــــــا
وبها من الجـــــرذان ماقد قصــــر ت
عنه العتاق الجـــــرد في حملاتهـــا
وبه خنافس كالطنافـــس أفرشـــت
في أرضها وعلـــت على جنباتهـــــا
وبنات وردان وأشكـــــــال لهــــــــــا
مما يفــــوت العين كنه ذواتهــــــــــا
أبدا تمص دماءنــــــــــا فكأنهـــــــــا
حجامـــة لبدت على كاساتهــــــــــا
وبها من النمـــل السليماني مــــــا
قد قل ذر الشمــــس عن ذراتهــــــا
ما راعني شيء سوى وزغاتهــــــا
فتعــــــوذوا الله من لدغاتهـــــــــــــــا
سجعت على أوكارهـــا فظنتهــــــا
ورق الحمام سجعن في شجراتهــــا
وبهـــا زنابيـــــر تظــــن عقاربـــــــــا
حر السموم أخــــف من زفراتهــــــــا
وبها عقارب كالأقــــــــارب رتــــــــع
فينـــا حمانــــا الله لدغ حماتهـــــــــا
كيف السبيل إلى النجـــــــــــاة ولا
نجـــــاة لا حيـــاة لمن رأى حياتهــــا
منسوجة بالعنكبـــــوت سماؤهــــا
والأرض قد تسجهت على آفاتهـــــــا
فضجيجها كالرعــــــد في جنباتهــا
وترابها كالرمـــــل في خشناتهـــــــا
والبوم عاكفــــــــة على أرجائهـــــا
والدود يبحـــــث في ثرى عرصاتهــــا
والجن يأتينـــــا إذا جـــن الدجــــى
تحكى الخيول الجرد في حملاتهـــــا
والنار جزء من تلهـــــــب حرهـــــــا
وجهنـــم تعــــزى إلى لفحاتهــــــــــا
شاهدت مكتوبـــــا على أرجائهــــا
ورأيت مسطــــــــورا على جنباتهــــا
لا تقربـــــوا منهـا وخافوهــــــــا ولا
تلقــــوا بأيديكـــم إلى هلكالتهـــــــــا
أبدا يقول الداخلـــــــون ببابهــــــــا
يارب نج الناس من آفاتهــــــــــــــــــا
قالــــــــوا إذا ندب الغراب منـــــازلا
يتفـــرق السكـــان من ساحاتهــــــا
وبدارنــــــا ألفـــــــا غراب ناعــــــق
كذب الرواة فأين صـــدق رواتهـــــــا
صبرا لعـــــل الله يعقب راحــــــــــة
للنفـــس إذا غلبت على شهواتهـــا
دار تبيت الجن تحرس نفسهـــــــا
فيهـــا وتندب بإختـــلاف لغاتهــــــــــا
كم بت فيها مفردا والعيــــــــن من
شوق الصبــــاح تسح من عبراتهــــا
إنشــــاء الله تعجبكم هذي الأبيات
تحياتي للجميــــ
ــــع..