أهلاً ومرحبا بك عزيزي الزائر.نرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
أهلاً ومرحبا بك عزيزي الزائر.نرجو منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 375 بتاريخ الأربعاء يناير 04, 2012 5:20 am
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ركن هادئ - 3130
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
صمتي أمل - 1904
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
أحساس الورد - 1658
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
عاشقة الورد - 1392
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
حالمةالشهادة - 1000
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
فراشة jeWel - 965
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
just4jewel - 854
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
dreams - 846
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
الفيفية - 811
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
بسووومة - 684
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_lcapرواية ... من القبعة إلى الحجاب Voting_barرواية ... من القبعة إلى الحجاب Vote_rcap 
المواضيع الأخيرة
» ~× اي شيء يدور بخواطركم..لنصل إلى المليون ×~
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالإثنين يونيو 17, 2013 5:22 am من طرف ركن هادئ

» ~* دليل معلم علوم ثالث متوسط مطور ف1 *~
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالسبت نوفمبر 24, 2012 2:17 pm من طرف فهدبن الراشد

» درس فوتوشوب >>>من إعدادي
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالثلاثاء أكتوبر 30, 2012 8:20 am من طرف الاكحل

» جاء العيد قبل العيد
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالإثنين أكتوبر 15, 2012 7:18 pm من طرف خطوط الضوء

» " السلام عليكم "
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالإثنين أكتوبر 15, 2012 7:14 pm من طرف خطوط الضوء

» مشروع مطعم المدرسة من ثانوية فيفاء الأولى
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالخميس يونيو 07, 2012 5:44 pm من طرف طالبه مهستره

» التغذية السليمة . صور
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالخميس يونيو 07, 2012 5:36 pm من طرف طالبه مهستره

» وما من كاتب ٍ الا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه ٌ؟؟
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالأربعاء مايو 30, 2012 10:43 pm من طرف Sylvester

» سؤال للواثقين((( فقط)))
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالأربعاء مايو 23, 2012 1:58 am من طرف ركن هادئ

» الرسم على الجدران بأيدي طالبات ثانوية فيفاء الأولى
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالسبت أبريل 28, 2012 7:35 pm من طرف 和也神

» برنامج PhotoInstrument 4.3.450 لتلوين الصور وتنقيتها و إزالة الشوائب منها
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالخميس أبريل 26, 2012 4:23 am من طرف 和也神

» العملاق VMware Workstation 7.1.3 لإضافة أكثر من نظام وهمي بإصداره الجديد
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالثلاثاء أبريل 24, 2012 3:15 am من طرف 和也神

» مبارك الترشيح لجميع المتميزات يا dreams
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالخميس أبريل 19, 2012 9:43 pm من طرف jood al-emraa

» لابتوب للمركز الأول وجوائز آخرى جوائز ثانوية فيفاء الأولى
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالجمعة أبريل 13, 2012 10:43 pm من طرف dreams

» انا اقول حرف وانت قول ثلاث اشياء تبدا بنفس الحرف
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالخميس أبريل 05, 2012 7:30 am من طرف looolooo

» اسئلة تمر عليك دوم وما عمرك فكرت بسببها؟؟؟
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالجمعة مارس 23, 2012 3:12 am من طرف رحيق الجنة

» كذا ينفع مع الحريم لوووووووول
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالجمعة مارس 23, 2012 2:50 am من طرف رحيق الجنة

» كيــــ؟ـــــف تقي نفسك من ((المعااصي))
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالثلاثاء مارس 20, 2012 6:42 pm من طرف رحيق الجنة

» سجل الدروس العملية للكيمياء مريح جداً
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالسبت مارس 17, 2012 12:33 am من طرف وريثة هتلر

» ^ـــ^همسات أبتسامة^ـــ^
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالسبت مارس 17, 2012 12:26 am من طرف وريثة هتلر

» تعامل مع الأخرين كالقنافذ
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالأربعاء فبراير 08, 2012 2:39 am من طرف وريثة هتلر

» ماذا لو اعتصمت بك نملة ؟!.
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالثلاثاء يناير 31, 2012 3:54 pm من طرف Sylvester

» ¨°o.O (لا أرى.. لا أسمع .. لا أتكلم !!! ) O.o°¨
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالأحد يناير 29, 2012 10:28 am من طرف Sylvester

» عمرك بقوة ذاكرتك
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالإثنين يناير 23, 2012 5:12 am من طرف Sylvester

» مدونتي×|متنفس روح|×~ لـ ~×|صمتي أمل|× ..
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالثلاثاء يناير 17, 2012 8:39 pm من طرف صمتي أمل

» اصنَعْ منْ تجاربِ الآخَرينَ إنجاز ..
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالثلاثاء ديسمبر 13, 2011 7:39 pm من طرف صمتي أمل

» جبل صماد.. نماذج من ملف ( البورتوفوليو) لمادة الرياضيات لطالبات الصف الأول متوسط
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالإثنين ديسمبر 12, 2011 12:56 am من طرف متربع بعرش قلبي

» معلومه إسلآميه
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالجمعة نوفمبر 11, 2011 9:41 pm من طرف صمتي أمل

» نبضآت نبــويه ..
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالجمعة نوفمبر 11, 2011 9:37 pm من طرف صمتي أمل

» عيد أضحى مبآرك ..
رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالجمعة نوفمبر 11, 2011 9:23 pm من طرف صمتي أمل


 

 رواية ... من القبعة إلى الحجاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ركن هادئ
مشرف قسم
مشرف قسم
ركن هادئ


القلم المميز
الجنسية : سعودية
عدد المساهمات : 3130
نقاط : 6017
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
الموقع : على الارض
العمل : التأمل
المزاج : الحمدلله

رواية ... من القبعة إلى الحجاب Empty
مُساهمةموضوع: رواية ... من القبعة إلى الحجاب   رواية ... من القبعة إلى الحجاب Emptyالجمعة فبراير 05, 2010 5:34 am

رواية ... من القبعة إلى الحجاب 12653192041
رواية ...
من القبعة إلى الحجاب
ـ ـ ــ ـ

وُلدت زينب محمد الغزالي الجبيلي في 2 يناير1917م بإحدى قرى محافظة البحيرة بمصر، وقد كان والدها من علماء الأزهر الشريف، فأنشأها على حبّ الخير والفضيلة، ونمَّى فيها استعدادها الفطري للقيادة والجرأة في الحق، والصدق في الحديث، والوقوف ضدّ الظلم، وكان يسمِّيها "نسيبة" تيمناً بالصحابية الجليلة نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية، التي اشتهرت بالشجاعة، وتُعدُّ من أبطال المعارك، وقد أبلت بلاءً حسناً يوم أُحد، وجُرحت اثني عشر جرحاً بين طعنة وضربة سيف، وكانت ممَّن ثبتوا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين تراجع الناس.
عندما أراد والدها أن يُشبِّهها بهذه الصحابية الجليلة، إنَّما كان يرمي إلى تعويد ابنته الصغيرة على حبّ الجهاد، والذود عن الدين الإسلامي، وعن سيرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعن صحابته الكرام، فصنع لها سيفاً من الخشب وخطَّ لها دائرة على الأرض بالطباشير، وقال: قفي واضربي أعداء رسول الله، فكانت تقف في وسط الدائرة، تضرب يميناً وشمالاً، من الأمام ومن الخلف، وعندما يسألها والدها: كم قتلتِ من أعداء رسول الله وأعداء الإسلام؟ فتقول: واحداً، فيقول لها: اضربي ثانية، فتطعن الهواء وهي تقول: اثنان، ثلاثة، أربعة، وهكذا.
لم تدم طفولتها السعيدة بعد وفاة والدها وراعيها ومحفِّزها على الدفاع عن الدين وصيانته وهي في سنّ العاشرة، فأحسَّت بضياع أحلامها وآمالها، ثمّ انتقلت ووالدتها إلى القاهرة للعيش مع إخوتها الذين يدرسون ويعملون هناك. وعندما رغبت في إتمام دراستها اعترضها أخوها الأكبر محمَّد الذي قال لوالدته عندما حدثته في هذا الشأن: إنَّ زينب قد علَّمها والدها الجرأة، وعلَّمها ألاَّ تستمع إلاَّ لصوتها ولعقلها، ولذلك لا أوافق على إتمام تعليمها مادمت وليّها، ويكفي ما تعلّمته في مدارس القرية.
كان موقف محمّد أوَّل تغيير في حياتها بعد وفاة والدها، ولم تكن راضية عن هذا الموقف، وكانت والدتها تقول لها: عليك بإطاعة أوامره لأنَّه في مكان والدك.
في وسط هذه الحيرة المبكِّرة ساعدها أخوها علي، وهو الأخ الثاني، على الاستمرار على موقفها، وكانت قناعاته تتمثَّل في أنَّ تعليمها يقوِّم أفكارها، ويصوِّب رؤيتها للأشياء والناس، واقتنى لها العديد من الكُتب التي ملأت حياتها وآنستها في وحدتها، أهمها كتاب لعائشة التيمورية عن المرأة حفظت أكثر مقاطعه.
لم تكتف بالكتب والقراءة الحرّة، فخرجت ذات يوم من منزلها بحي شبرا وعمرها آنذاك اثنا عشر عاماً، وراحت تتجوَّل في الشوارع، فوقعت عيناها على مدرسة خاصة بالبنات، فطرقت بابها، وعندما سألها البوَّاب عن غرضها، قالت له: جئت لمقابلة مدير المدرسة. فسألها: لماذا؟ فقالت وهي واثقة من نفسها: أنا السيدة زينب الغزالي الشهيرة بنسيبة بنت كعب المازنية، ولديّ موعد معه. فأدخلها البوَّاب وهو يتعجَّب من طريقة هذه الفتاة الصغيرة.
دخلت مكتب المدير وبادرته قائلة في طريقة آلية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا السيدة زينب الغزالي ولقبي نسيبة بنت كعب المازنية؛ فنظر إليها الرجل وتصوَّر أنَّ بها مسَّاً من الجن من طريقة إلقائها، ثمّ قال لها: ماذا تريدين يا سيدة زينب أو يا سيدة نسيبة؟ فقصّت عليه قصّتها وموقف شقيقها الأكبر من تعليمها، وطلبت منه أن يقبلها طالبة في مدرسته، وعندما سأل عن والدها وأخيها عرفها وعرف أسرتها، وعرف جدّها تاجر الأقطان المشهور، ووالدها الأزهري المعروف. أُعجب مدير المدرسة بذكاء الفتاة وجرأتها وأجرى لها اختباراً في بعض الأسئلة، فأجابته بكلّ ثقة، فطلب منها إحضار أخيها علي الذي يؤيِّد تعليمها ليسجِّلها في المدرسة. وبعد شهرين من انتظامها في الدراسة أجرى لها اختباراً ألحقها على إثره بالفصل التالي، ثمّ انتقلت بعده إلى الصف الأول الثانوي.
بعد حصولها على الثانوية طالعت في إحدى الصحف أنَّ الاتحاد النسائي الذي ترأسه هدى شعراوي ينظِّم بعثة إلى فرنسا، تتكوَّن من ثلاث طالبات، الأولى في زينة المرأة، والثانية في تربية الأطفال، والثالثة في الحقوق للدفاع عن حقوق المرأة. ذهبت من فورها إلى مقر الاتحاد النسائي والتقت هدى شعراوي، وقصَّت عليها قصّتها مع أبيها وأخيها المتعنِّت، فأظهرت هدى شعراوي الألم والرثاء لحالها، ثمَّ سجلتها ضمن الطالبات الثلاث على الفور وراحت تقدِّمها لروّاد الجمعية وتتحدَّث عنها أمامهن، وتدعوها للترحيب بهن، وكانت تطلب منها أن تخطب فيهن، فكانت تفعل، فهي خطيبة مفوَّهة، تلقّت فنون الإلقاء والخطابة عن والدها رحمه الله.
بعد ما تحدَّد موعد سفر أعضاء البعثة في غضون شهر من إعلانها رأت زينب والدها في منامها وهو يطلب منها عدم السفر إلى فرنسا ويقول لها: إنَّ الله سيعوِّضك في مصر خيراً ممَّا ستجنيه من البعثة، فقالت له: كيف؟ قال: سترين، ولكن لا تسافري لأنَّني لست راضياً عن سفرك. فوجئت هدى شعراوي بهذا القرار فقامت واحتضنت زينب وهي تبكي وتضغط على يديها وتقول: لماذا يازينب؟ لماذا يازينب؟.. أنت أمل من آمالي، وحلم من أحلامي، فقصَّت عليها قصَّة الرؤية فقالت: من الأحلام ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق، لا تضيِّعي الفرصة من يديك. فقالت لها زينب الغزالي: ما دام والدي قد أمرني فلن أخالف أمره. ثمَّ راحت تعمل من خلال الاتحاد النسائي الذي كانت إحدي عضوات مجلس إدارته البارزات، برغم اعتراض بعض العضوات على أسلوبها الذي لا يخلو من النبرة الإسلامية، لكن هدى شعراوي تمسَّكت بها وكانت تعدَّها لتكون خليفتها، وترى فيها ما يمثِّل شيئاً ما بالنسبة لأحلامها وآمالها!.
خاضت زينب الغزالي حروباً كثيرة ضد الأزهر الذي كان يكافح الاتحاد النسائي ويخشى من قناعات زينب بهدى شعراوي ومشروعها من منطلق إسلامي، وهو ما يمثِّل فخاً لكثير من الفتيات، فكان الأزهر الشريف أوَّل مؤسسة تنبَّهت لهذا الأمر ووقعت في تصادم حاد وعنيف مع الاتحاد النسائي، وأقام نتيجة لذلك العديد من اللقاءات والمنتديات الثقافية في بعض الكليات والمعاهد الأزهرية، ودعا فيها الاتحاد النسائي للمناظرة، فكان أن انتدبت هدى شعراوي ثلاث فتيات لتمثيل الاتحاد في هذه المنتديات هنَّ: زينب الغزالي، سيزا نبراوي، حواء إدريس ابنة خال هدى شعراوي.
وفي أحد هذه اللقاءات تحدَّث بعض شيوخ الأزهر عن دعوة هدى شعراوي، وراحوا يؤكدون أنَّها تريد الخروج بالمرأة المسلمة من محيط التعاليم الشرعية، فوقفت لهم زينب بالمرصاد مدافعة ومؤكدة أنَّ هدى شعراوي تريد الارتقاء بالمرأة المسلمة، وتنمية عقلها وفهمها، ورؤاها، والسعي من أجل الحصول على حقوقها.. إلى آخر هذه الشعارات الرنَّانة الزائفة، التي كانت تؤديها بكلّ صدق وإخلاص وانبهار حقيقي من وجهة نظرها آنذاك!
وقد حدث ذات يوم أنَّها تصدَّت لعشرة من مشايخ الأزهر، فهاجمتهم وانتصرت لأفكار هدى شعراوي، فما كان منهم إلا أن طلبوا من الشيخ عبد ربه مفتاح رئيس قسم الوعظ والإرشاد بالأزهر منعها عن الوعظ ، لكنّ الرجل كان ذا عقل راجح وعلم غزير، فقال لهم: لقد واجَهَتْ عشرة من علماء الأزهر ولم يستطيعوا إقناعها، ونحن إذا أوقفناها عن الوعظ أنبأ هذا عن فساد رأينا وصدق ما تدّعيه، لذلك أرى مواجهتها. فقال أحد العلماء واسمه الشيخ محمّد النجّار: أنا لها !
وحينما ذهبت في اليوم التالي بصحبة رفيقتيها سيزا وحواء وجلسن، جاء الشيخ وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسلام عليكم أيتها الفتاة التي تناقش علماء الأزهر وتدافع عن السيدة الفاضلة هدى شعراوي وجمعيتها وأغراضها.
فوفقت زينب الغزالي وقالت له: بداية أنا زينب الغزالي الجبيلي، فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ثمَّ بدأت تحاضر في الفتيات، فشدَّت انتباه الشيخ، فقال لها بعد فراغها من المحاضرة حين همَّت النساء بالخروج: هل تسمحين يا ابنتي أن أحدِّثك دقائق في مجال الدعوة الإسلامية؟
فقالت له: سمعاً وطاعة.. تفضَّل. جلس الشيخ ثمَّ رفع يديه إلى السماء، ودعا الله عزّ وجل قائلاً: اللهم إنِّي أسألك بأسمائك الحسنى، وبكتابك الذي أنزلت وبسنّة نبيِّك الذي أرسلت، أن تجعلها للإسلام، إنَّك على كلّ شئ قدير، أسألك بالقرآن أن تجعلها للإسلام، وصلِّ اللهم على سيدنا محمّد. ثمَّ دمعت عيناه فتأثرت زينب بهذا الموقف ودمعت هي الأخرى وحاولت إخفاء دموعها عن الشيخ ثمَّ سألته: لماذا تعتقد أنَّني لست مع الله، وأنا أصلّي وأصوم وأقرأ القرآن وسأحجّ بيت الله حين تيسّر أموري بمشيئته، كما أتمني أن أستشهد في سبيل الله. فقال الشيخ النجَّار: أحسبك كذلك ، واستمرّ في دعائه ثمَّ قال لها: هل تعودين إلى هدى شعراوي بعد خروجك من هنا أم ستبقين مع الله ورسوله؟ فقالت: وأنا مع هدى شعراوي أعتبر نفسي مع الله ورسوله. فقال لها: هل تعاهديني على نصرة الحق؟ فعاهدته، واستمرّت علاقتها بالشيخ النجَّار الذي أوضح لها أموراً كثيرة في الدين كانت تجهلها، وكان لها رأي مخالف فيها قبل معرفتها بالشيخ، وتفتَّحت عيونها على قضايا كثيرة لم تكن تعلمها من قبل.
وفي أحد الأيام دخلت مطبخ أسرتها لمتابعة الطبّاخ أثناء إعداد الغداء، فانفجر موقد الغاز فيها، وقد طالت النار وجهها وكلّ جسدها، وحينما حضر الطبيب وقام بالإسعافات اللازمة، طلب منها عدم الحركة، والنوم في السرير، وأخبر أخوتها بضرورة سفرها إلى الخارج للعلاج، لكّنها اعترضت على السفر وتعرية جسدها أمام الأغراب، فكان الطبيب يأتي كلّ يوم لعلاج الجروح والحروق، لكنّ حالتها كانت تسوء كلّ يوم، وفقد الطبيب والأسرة الأمل في شفائها، وقال لأخيها: إنَّها ستموت ولن تخرج من محنتها هذه. فاتصل أخوها بأهلهم في القرية وأخبرهم بقول الطبيب، وعمَّ الحزن المنزل دون إخبارها بما قاله الطبيب، لكنّها سمعت صوت أخيها وهو يتحدَّث في الهاتف، برغم حرصه الشديد على عدم سماعها المحادثة، فكانت تتيمّم وتجتهد في العبادة استعداداً للموت، وقد دعت الله سبحانه وتعالى قائلة:
( ياربّ إذا كان ما وقع لي عقاباً لانضمامي لجماعة هدى شعراوي، فإنّني قررت الاستقامة لوجهك الكريم، وإن كان غضبك عليَّ لأنني ارتديت القبعة، فسأنزعها وسأرتدي حجابي، وإنِّي أعاهدك وأبايعك ياربي إذا عاد جسمي كما كان عليه، سأقدِّم استقالتي من الاتحاد النسائي وأؤسس جماعة للسيدات المسلمات لنشر الدعوة الإسلامية ونعمل على عودة المرأة المسلمة إلى ما كانت عليه صحابيات رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأدعو لعودة الخلافة الإسلامية، وأعمل من أجلها وأجاهد في سبيل الله ما استطعت).
سبحان الله.. ما أروع الإخلاص في الدعاء، وصدق التوبة والأوبة إلى الله تعالى، والتيقُّن من قدرته سبحانه على ما يشاء. لم تكن زينب تتوقع استجابة دعائها بمثل هذه السرعة التي وصفتها بأنَّها كانت نتيجة مذهلة لا يمكن معها لقدرتنا العقلية المحدودة أن تعي المقدرة الإلهية التي تحوِّل الأشياء إلى نقائضها، فبمجرَّد أن جاء الطبيب في موعده المعتاد، ورفع اللفائف حتي ذُهل وذُهلت وذُهل جميع الحاضرين .
وقد سألها الطبيب من فرط دهشته: من أنت؟؟!
فرح جميع من بالبيت بشفائها وتوجّهوا إلى الله يلهجون بالشكر والحمد.
وقد رفض الطبيب تقاضي أية أتعاب بعد ما رأي بأمّ عينيه هذا التحوُّل المفاجئ، وراح يردد: سبحان الله.. سبحان الله، إنَّ الله على كلّ شئ قدير.
عندما تعافت زينب وعاد جسدها كما كان قبل الحرق، أوَّل شئ فعلته كتبت خطاباً لهدى شعراوي، أعلنت فيه استقالتها من الاتحاد النسائي، ثمَّ تخلَّت عن جميع ملابسها الموجودة، وطلبت من أخيها جلباباً فضفاضاً، وخماراً وضعته على رأسها بدلاً من القبعة.
ورُبَّ ضارة نافعة، فقد كان في احتراقها كلّ الخير، وقد تحوَّلت هذا التحوُّل الكبير وغيَّرت أفكارها واتجهت بها إلى نصرة الدين الإسلامي والالتزام بالحجاب الإسلامي.
تلقَّى علماء الأزهر ـ خصوصاً الشيخ النجَّار ـ نبأ تحوُّلها بالبشر والفرح، ثمَّ توالت أنشطة زينب الغزالي من يومها، وقد بدأتها عام 1936م حين أسّست "جمعية السيدات المسلمات" تدعو إلى الله على بصيرة، وكانت محضناً خصباً ترعرعت فيه الكثيرات من الكوادر النسائية الإسلامية اللائي عملن للدعوة منذ نعومة أظفارهن دون مرورهن بالدهاليز التي سلكتها المربية الفاضلة زينب الغزالي بحثاً عن كوّة النور، التي هديت إليها بعد معاناة وإخلاص وجدّ في البحث، ثمَّ أهدت عصارة تجاربها للقادمات من بعدها، تحذِّرهن من الانخداع بمعسول الكلام وبريق الشعارات التي خاضت فيها يوماً وقد أنجاها الله بعد ما كادت تهلك!
كانت زينب الغزالي علامة بارزة من علامات فضح هذه الدعاوى الباطلة، وكانت بذرة صالحة وُلدت مع دعوة خبيثة رضعت لبانها فلم تستسغه وانقلبت عليه سالكة طريق الحقّ تكافح هذه الدعوة وتلاحقها، حتى شحب عودها واصفرّ لونها.
تحوَّلت زينب حينما ذاقت حلاوة الإيمان، بعد ما جرَّبت علقم الشعارات الرنَّانة، وبعد ما تأكدت من سعة الإسلام الصالح لكلّ زمان ومكان، وتأكَّدت من ضيق هذه الأباطيل وعجزها عن استيعاب الذين ما زالوا يروِّجون لها، ويدافعون عنها، وينفخون فيها لإحيائها، بعد ما انكشفت حقيقتها، وخبت نارها، ووهنت وشاخت أمام شرعة الإسلام المتدفقة بالحيوية والصلاحية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كانت هذه هي رحلة زينب الغزالي ـ الشاقة والمضنية ـ من القبعة إلى الحجاب، استدبرتها لتستقبل مرحلة أخرى أكثر معاناة، ويا لها من معاناة يزيل لفح هجيرها نسمة من نسمات المسلمات بقيادة زينب الغزالي، انهالت عليها الابتلاءات بالتضييق في الرزق تارة، وبالمعتقلات والملاحقة تارة أخرى، فكانت تستقبل هذه المحن بروح عالية مدركة أنَّ ذلك من سنن الدعوات الصالحة، من أجل تنقيتها من خبثها، فثبتت ـ يغفر الله لها ـ في وجه المحن جميعها، ثمَّ عادت بعد سنوات طويلة من الظلم والهوان حاملة دينها بين يديها، وقد أودعته قلبها حتى تسلّل إلى جميع خلاياها، ينهل منه ومن سيرتها العطرة محبُّوها من كلّ مكان إلى يومنا هذا. فاللهمّ اجزها خير الجزاء وتقبَّل عملها خالصاً لوجهك الكريم ?.
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
جوال بيوت مطمئنة
الروايات*
قصة لم تسمع بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية ... من القبعة إلى الحجاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: كـــــــــــآآآنــ يـا م ـــــــــكاآآآن-
انتقل الى: