مدارسنا والإنفلونزا.. المعادلة الصعبة

مدارسنا والإنفلونزا.. المعادلة الصعبة

م.حمد العصيدان

يهل علينا العام الدراسي الجديد وفي وجهه عقبة كؤود قد تعرقل من خطة سيره وتحقيق منهجيته، إنفلونزا الخنازير، التي يكمن خطرها في قابليتها للانتشار بين البشر، مما يجعل من التجمعات فرصة سانحة لمزيد من الإصابات.

تعالت أصوات بتأجيل العام الدراسي وأصوات أخرى لم تأبه لهذه الأصوات ولم تقبل خيار التأجيل، والمطالبون بالتأجيل يهدفون في المقام الأول الحفاظ على صحة أبنائنا الطلبة في كافة المراحل العمرية، خاصة طلبة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية بوصفهم أقل مناعة ضد المرض، والرافضون للتأجيل يرون في ذلك تأخيرًا لمسيرة التعليم والعمل التربوي، يبقى الصوت الهادئ الحريص على أن تسير المسيرة في اتجاهها الصحيح بما يضمن سلامة أبنائنا الطلبة والتي تعني السلامة للمجتمع بأسره، واستتباب الدوام الدراسي في موعده وخطته الموضوعة، وتلك هي المعادلة الصعبة.

ربما كانت هناك لقاحات متوافرة تعطى للخنازير لتمنع إصابتها بالانفلونزا، ولكن لا يوجد لقاح حتى الآن يحمي البشر من إنفلونزا الخنازير رغم أن مراكز السيطرة على المرض والوقاية الأميركية تضع صيغة لأحدها. ولقاح الإنفلونزا الموسمية ينجح في تقديم حماية جزئية ضد إنفلونزا الخنازير «أتش 3 إن 2»، لكن لا يوجد لفيروسات «أتش 1 ان 1» مثل اللقاح المتداول حاليا. وهذا ما يزيد الأمر تعقيدًا.

وهنا أطرح بعض المقترحات التي تساهم في تطويق الأزمة واحتواء الموقف:

أولاً: هناك مسؤولية قومية على عاتقنا جميعًا في تجنيب أبنائنا ويلات هذا الوباء، فالحكومة ليست وحدها المسؤولة، بل كل مواطن من ربات المنازل حتى د.هلال الساير، المسؤولية جماعية.

ثانيًا: صحة أبنائنا فوق أي اعتبارات أخرى، فقرار التدرج في الدوام المدرسي خطوة أولى نحو احتواء الأزمة المفروضة علينا قدرًا، لكن في حالة ظهور بوادر تفش وبائي في الوسط الطلابي فالتوقف الفوري دون منازعة في ذلك.

ثالثًا: أقترح تدشين قنوات تلفزيونية أرضية كي تكون متاحة للجميع، تعرض للمناهج الدراسية عرضًا وافيًا، بما يحقق الأهداف التربوية من العملية التعليمية، وأظن أن تجربة الشقيقة مصر في وجود قنوات تعليمية في هذا المجال تجربة ناجحة.

رابعًا: الاحتياطات الطبية الصارمة وتوفير الخدمة الصحية من خلال طاقم الصحة المدرسية والتنسيق مع مرافق وزارة الصحة لضمان سلاسة الإجراءات في الاكتشاف المبكر للحالات وتنظيم إحالتها للمستشفيات عند الحاجة، على أن يتم ذلك تحت إشراف لجنة عليا يلزم تشكيلها بين «الصحة والتربية» والتي تملك من الصلاحيات الإدارية والخبرات البشرية ما يجعلها قادرة على التصرف الفوري الرشيد والفعال لاحتواء أي حالة مصابة وعزلها تمامًا،

خامسًا: هذه المتطلبات تستلزم توعية شعبية ودورات تدريبية تتناسبان مع حجم الحدث، فالتوعية الشعبية عبر وسائل الإعلام والمساجد بالمرض وأعراضه ووسائل الوقاية والعادات الصحية المتبعة مثل الغسل الجيد للأيادي بالماء والصابون كلما أمكن، وتغطية الأنف والفم عند العطس أو الكحة، وبقية مهارات مكافحة العدوى الأخرى، وإعداد النشرات والمطويات والملصقات عن الانفلونزا وطرق الوقاية منها،

سادسًا: المدارس الأجنبية والخاصة ملتزمة بتلك الخطط والتوجهات، ومن الغريب جدًا أن نسمع صوت مديري تلك المدارس يردد أنهم غير ملزمين بقرارات «التربية» وتوجهاتها، وكأن الطلبة الذين يضخ أولياء أمورهم مبالغ ضخمة في جيوب هؤلاء ليسوا من المواطنين،

سابعًا: بخصوص تعليق الدراسة، إما تعليق كردة فعل: بسبب أن كثيرًا من الطلبة لوحظ عليهم ارتفاع في درجة الحرارة وهم في المدرسة بالرغم من اتخاذ كل الاحتياطات الوقائية، وبذلك لم يكن في الإمكان أن يتم الاستمرار في العمل المعتاد بالمدرسة. أو تعليق استباقي: وذلك للمساهمة في التقليل من انتشار فيروس الانفلونزا وهذا الأسلوب ينصح به عندما يسبب فيروس الانفلونزا حالات مرضية شديدة في جزء واضح من الفئات الطلابية المصابة به. ومن واقع الاستفادة بخبرات الآخرين،

ثامنًا: توفير عقار الـ«تاميفلو» بكميات تسمح بتطعيم كل الطلبة والإسراع بجلب أي عقار يتم الإعلان عنه مهما كلفت هذه الخطوة من ميزانيات مالية.

تاسعًا: خطوة تنظيمية في مناهج الدراسة وطرق تعاطي المعلومة، لأننا مطالبون بالمحافظة على صحة الطلبة قبل أن نلقنهم المعلومة، فأصبح من الأمور اللازمة تقليل كثافة الفصول إلى أقل عدد ممكن، واذا كنا لا نستطيع ان نلغي الدراسة، إذن فلن يكون أمامنا غير تقليل الكثافة فى الفصول كخطوة جيدة لتقليل الاختلاط والتزاحم، إلى جانب تقليل المناهج وإزالة الحشو منها،

عاشرًا: التخطيط والتنسيق مع الوزارات والهيئات الأخرى بجوار وزارتي الصحة والتربية (منظومة المواجهة الجماعية):

- وزارة الداخلية لتطبيق إجراءات الحجر الصحى على القادمين من الدول الأخرى.

- استعداد وزارة التعليم العالى والمستشفيات الجامعية لمواجهة الجائحة بعمل خطط على مستوى المستشفيات الجامعية.

- وزارة النقل لوضع خطة لتنظيف وتطهير وسائل النقل والمواصلات المختلفة.

- الإسكان للاستعداد لمواجهة الجائحة واستمرار عمل المرافق الحيوية أثناء الأزمة.

- الإعلام: بالتوعية والمصارحة الشفافة والقيام بدور الوسيط بين وزارتي التربية والصحة وأولياء الأمور. نحن بحق أمام أزمة كبيرة تستلزم إخلاصًا في العمل وتضافرًا في الجهود عسى أن تمر رياح الأزمة والوطن الغالي بخير وسلام وأمان.[/size]

» درس بسيط لكتابة المعادلة الكيميائية بالفوتوشوب
» ~× أكتشف نفسك :: وطور ذاتك ×~
» فنون وأسرار في التعامل مع ذوي الشخصيات الصعبة
» توأم سيامي في مدارسنا,مطلوب تدخل د.الربيعة