كيف يمكننا أن نوقف لابتزاز العاطفي ؟!!

سبق ونقلت لكم موضوع (احذري من الإستنزاف العاطفي) ولكنني الآن انقل لكم كيف يمكنكم إيقافه....

كيف يمكننا أن نوقف لابتزاز العاطفي ؟!!

موقف أو كلام يأخذه شخص ما لتسبب لديك إحساسا بالخجل أو بالخطأ، أو لتحملك مسؤولية أنت أساسا لا تحمليها.

يستخدم الابتزاز العاطفي لتحقيق سيطرة عاطفية ونفسية على الآخرين، ولجعل الآخرى تشعر أنها مدينه أو مذنبه في حق الشخص التي تبتزها. وهو أسلوب دنيء للغاية في التعامل مع الآخرين، ولكن للأسف لا يعتبره القانون جريمة أو جنحة يحاسب عليها، رغم أنه يحاسب على أفعال أقل خطرا بكثير.

من أمثلة الابتزاز العاطفي أن يقول أخ لأخته أنها يمكن أن تسيء إليه إذا تصرفت بشكل ما، أو أن تقول امرأة لزوجها أو ابنها أنها لن تنام حتى يعود من سهرته، أو أن يقول صديق لصديقه أنه كان يعتمد عليه فخذله وسبب له الفشل. في هذه الحالات نجد شخصا يحاول تحميل الآخر مسؤولية إضافية مثل انزعاج الأخ من حرية أخته، أو قرار الأم بالسهر حتى يعود ولدها، أو فشل الصديق الذي يعتمد على الآخرين لتحقيق أهدافه فيفشل لأنه أساسا لا يعمل بنفسه بل يعتمد على الآخرين.
إن الأثر العاطفي الذي يتركه الابتزاز العاطفي في مثل هذه الحالات على الضحية أكبر كثيرا من الأثر الذي يمكن أن تتركه مقاومة الضحية للشخص التي تبتزها عاطفيا، حتى لو كان الأخ أو الأم أو الصديق.

أعظم قيد يمكن أن يقيد الإنسان هو الابتزاز العاطفي. وعندما نبحث في الإنترنت عن كلمة الابتزاز العاطفي لا نجد الكثير من النتائج، ربما لأننا نعتبر الابتزاز العاطفي سلوكا عاديا في كل علاقة إنسانية.

لــتــكــونــي حره، لا تسمحي لأحد أن تبتزك عاطفيا، وخصوصا الأشخاص المقربون جدا منك، والذين تحبيـهم جدا. أفعلـي ما تحبـي حتى لو انزعج الآخرون، حتى لو تضايقوا، ولا تصدقي أن ممارستك للحرية تسبب أي أذى لهم، في الحقيقة أنهم يقمعون حريتك بهذه الطريقة، وهم بذلك يسببون لك من الأذى ما يجب أن تتخلصي منه بأية طريقة، ويقررون أن يسببوا لنفسهم أذى أنت أساسا غير مسؤوله عنه.

يبدأ التحرر من الابتزاز العاطفي من إدراك الشخص لحقيقة حريتها، ومن ثقتها بنفسها وبقدرتها على تجاوز أية أزمات عاطفية قد تنشأ نتيجة ممارسة حريتها. وبدون كل من هذين الشرطين، لا تستطيع أحد أن تتجاوز الابتزاز العاطفي. الحرية تقنع الشخص أن وجود شخص ما في مكان ما تنزعج لسبب ما من سلوك ما أمر طبيعي جدا، ليس سببا كافيا لتمتنع عن ممارسة حريتها، لأن الأشخاص الذين ينزعجون من أي سلوك موجودون في كل مكان، ومعظمهم من الأنانيين الذين يكرهون الخير للآخرين. أما الثقة بالنفس، فهي كل ما ينقص أي شخص يتردد لأي سبب في تنفيذ ما يحب أن ينفذه، ونقص الثقة بالنفس هو السبب الرئيسي للخضوع للابتزاز العاطفي.

عندما يواجهك الابتزاز العاطفي، عليك أن تتعرفي عليه فورا، وتواجهي الشخص الآخرى بحقيقة أنها تستخدم أسلوبا دنيئا في التعامل معك، وأنك تحبيها ولا تتمني أن تخطئ بحق أحد، وخصوصا بحقك. ربما تحــاول الإنكار، أو متابعة استخدام نفس الأسلوب ورفع العيار إلى درجة أعلى من الابتزاز العاطفي، وفي هذه الحالة عليك أن تستمري في مراقبة سلوك الآخرى تجاهك، وحتى لو قررت الآخرى أن تسبب الأذى فعليها لنفسها، وتحملك المسؤولية، عليك أن تستمري في التوضيح أنها هي من قررت تسبيب الأذى لنفسها، وأنك لا تريدي لها الأذى ولكنك ترفضي أن تستخدم معك أسلوبا دنيئا لأنك تحبيها.

سيبدو مثل هذا السلوك صعبا في البداية، ولكنه يمكن أن يخلصك من أنواع قاسية جدا من الابتزاز العاطفي، ولا شك أنه سينعكس بشكل إيجابي ثقتك بنفسك وعلى علاقتك بالآخرى، وقد يحول العلاقة معها إلى علاقة ندية بدلا من علاقة سيطرة وخضوع عاطفي. أما إذا استمرت الآخرى بنفس السلوك الدنيء، ولم تتمكني من تغييره، فعليك عندها أن تثبتي لنفسك أنك حره بمعنى الكلمة، ولا أعتقد أن خسارة شخص تمارس الابتزاز العاطفي بحقك خسارة كبيرة، بل بالعكس، قد يكون التخلص منه ربحا لك يكسبك مساحة كبيرة من الحرية، ولا يحق لك أن تعتبري أن خضوعك للابتزاز العاطفي تضحية نبيلة.

╣صمتي أمل╠

» الذكاء العاطفي
» الشخصية الناجحة وعلاقتـها بــ "الذكاء العاطفي"