قالت الرجل الهلااااك .....والمرأة النااار فقلت ....

ـــ قالت لي : اني لا ارى المرأة الا نارا تحرق ما حولها .

ـــ أجرتها بالله الا ان تحيد .

ـــ فأبت مغاضبة .

فقلت لها : كوني بجوارها عودا وتذكري

لولا اشتعال النار فيما جاورت .... ما كان يعرف طيب عرف العــود

قالت : حسنا ... وماذا عنك ؟ بأي صورة ترينها ؟

فقلت مبتسمة : اني لا اراها الا عدو الـنـــار ..

وماذا عن الرجل صديقتي -----ردت

((((فاني لا اراه الا صحراء قاحلة .. ليس فيها الا العقارب والثعابين السامة ... باختصار ليس فيها الا الهـــــــــلاك ))))...

وتســــــاءلت : ترى أي شيء هو الرجل في عينيـــك ؟!

فقلت----ان الرجل ليس صحراء فحسب .. بل انه اليابسة كلها .

بـــدايـــة : " المرأة والرجل .. ضدان يظهر كل منهما حسن الآخر .. ولكن !! أيهما أفضل؟! "
سنــتــــــــابع ونرى ...
كل
صحراء في اصلها جرداء .. قاحلة لايحييها الا الماء .. فاذا اردت مناصرة
الرجل فابحثي له عن تشبيه آخر .. لأن الصحراء لايوجد فيها حياة حقيقية الا
بالماء .. وتذكري قوله تعالى: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" ... ولكن بعيدا
عن هذا التعصب الشديد للمرأة ــ مع العلم ان هذه الظاهرة حقيقية لايمكن
لأحد انكارها ابدا ــ ولكننا هنا نريد ان نوازن بين الرجل والمرأة بدقة
اكثر من ذلك ... عن طريق التشبيه الذي اخترناه لكل منهما ... واعدك ان
اتجرد من عواطفي قدر الامكان لتكون القسمة او الموازنة عادلة باذن الله
...
فالمرأة مـــــاء ... سواء كان عذبا أم مالحا .. المهم انها ماء
ينبض للحياة .. اما عذوبته وملوحته فهي راجعة الى الاختلافات الشائعة بين
النساء ..
اما الرجل وقد سألتني تراه ماذا يكون ؟؟! فأقول لك : نحن
لا نستطيع ان نشبهه بالماء لأن الأصل فيه ليست الرقة وانما هي القوة
والصلابة والشموخ ... تماما كاليابس بما فيها من جبال وتلال وهضاب ورمال
و... و... الخ .. واختلاف الأنواع في اليابسة ايضا يعود الى اختلاف الرجال
....
هذه اليابسة قد تعيش حياتها بدون ماء ... ولكنها تظل حياة جرداء
ليس فيها معنى لروح الحياة الحقيقية ... اما الماء فانه لن يعيش او يبقى
طويلا بدون وجود هذه اليابس التي تحويه ..فالماء بأمس الحاجة اليها ..
لأنها تحفظه من الضياع وكذلك المرأة فهي بأمس الحاجة للرجل .. حيث
لايمكنها الاستغناء عنه فان لم يكن زوجا .. فأبا وأخا وخالا .. وعما .. بل
محرما يحفظها كما تحفظ اليابس المياه بجوفها ... وبين جنبيها .....
فقوة
اليابسة تكمن في عدم مقدرة الماء الاستغناء عنها .. في حين قدرتها هي على
ذلك ... صحيح بأنها تظل قاحلة لاحياة فيها بالمعنى الحقيقي .. الا ان
حياتها الذاتيه تكمن في صلابتها وقدرتها على العيش في ظل هذه الظروف
القاسية ... اما الماء .. فرقته لا تمكنه من العيش بدون هذه اليابس التي
تحويه .. سبحان الله.. بالرغم من ذلك الا اننا نجده الوحيد القادر على ان
يقلب حياة هذه اليابسة رأسا على عقب .. القادر على تفتيتها ... تحطيم
كبريائها وشموخها .. وكسر غرورها الزائف ... وفي الوقت نفسه نراه الوحيد
القادر على ان يزرع فيها الحياة اليانعة ....
هذه هي الصورة العامة
..بل المعنى العام لهذا الرسم او التشبيه ... ولكن لو التفتنا لدقائق
الأمور في هذا التشبيه لوجدنا معان كثيرة لا حصر لها .. بعضها جميل ورائع
.. والآخر منها قاتل ...
صور رائعة هي تلك التي يرسمها الخيال ..
ولكن العقل قد يعجز عن ترجمتها .. بل ان المجال لايتسع لذكر كل مافي
خيالنا من صور وتعابير .. ولكن تتبعي معي بعض من الخطرات عن ذلك الماء
وتلك اليابسة ...
ان قطرات الماء الرقيقة حينما تعانق حبات الرمال
الناعمة .. تصبحان روحا واحده .. ثرى رطبا يفوح برائحة ندية .. يعجز الكون
بأسره ان يفصل هذا الماء عن جزيئات تلك الرمال.. فهذه هي المرأة حينما تحب
الرجل ... فانها تمنحه كل شيء .. وأول هذه الأشياء ذاتها .. وكيانها ..
ولكن بشرط استحقاقه لذلك .. والا فانها سوف تبعثره وتشتت كيانه .. هكذا هو
حب المرأة للرجل مهما حاولت ان تخفيه عنه .. فسيراه ويلمسه .. كما رأينا
الثرى ولمسنا رطوبته بأيدينا ....
وماذا عن الرجل ؟؟ اننا نراه صحراء
قاحلة .. نافرة للمياه .. ولكن .. حينما تنقبين في هذه الصحراء فانك سترين
قلبها يحمل الكثير من الحب لتلك المياه .. ولكنه حب خفي .. غير ظاهر
للعيان .. بدليل جفافها الذي نراه ... بالرغم من امتلاء قلبها بالمياه ...

وماذا ايضا عن تلك الصخور التي انصدعت لتسكن المياه المملوءة بالدفء
في اعماق قلبها .. ولكن نعود ونقول : من الذي صدع ذلك القلب ليسكن في
اعماقه ... من هو ياترى؟؟ انه المــــاء .. برغم رقته .. فالماء وحده
القادر على ان يصدع هذه الاحجار القاسية بكل رفق ........................
ليسكن ذاته بين جنبات تلك الصخرة وينعم بدفء قلبها ... اذن فالمرأة هي
التي تشق طريقها لقلب الرجل ... وتوجد لنفسها مكان فيه .......
وبعض
انواع اليابسة وبأنانيتها المعهودة تمتص المياه بكل شراسة فلا تبقي ولا
تذر سوى ذكرى كانت وكنا ... وتعود من جديد لتستقبل ماء آخر بعد أن ذهبت
برونق تلك المياه الصافية .. ولكن لا تفرحي ايتها اليابسة .. فالتي
امتصيتيها بالامس ونخرت قواها بشراستك .. عادت اليوم .. لتروي أرضا أخرى
غيرك .. فلقد نبعت من جوفها الدافئ .. وانفجرت عينا تزرع الخمائل في هذه
البقعة التي أحبتها واخلصت لها ... فالمـــاء لا ينبت زرعه .. وبستانه ...
الا في ارض تلائمه .. وتبادله كل الحب ... والاحتــرام ...
والتقديـــــــر .......
واخيـــــــــــرا ...
نكتشف ان الماء
واليابس كيان واحد .. لاغنى لكل منهما عن الآخر ... كلاهما قوي ضعيف
وبحـــاجة مـــاسة للآخر ... والا مالذي يجعل المياه تنفر ذلك المزن البهي
وترمي نفسها بين ذراعي تلك الصحراء القاحلة غير مبالية ببعد المدى
وطــــــول المســافة ... ان ما يحدوها لذلك حاجتها الماســة لأحضان تلك
اليابسة ... فهي تريد الاحســاس بالأمن .. والاســتــقرار .. ودفء
المشـــــاعر ...
وكذلك اليابسة ... مالذي يجعلها تقف صامتة أمام
الماء الذي يزيح أجزاء كبيرة منها ليحل محلها بدوره ... كل هذا الصمت
لأنها أصلا تريد لهذا الماء أن يسكن ذاتها ووجدانها .. فهي متعطشة اليــه
.. تريد منه أن يبث الحياة الحقيقية في كيـــــانهــا ......

ــــ
وهكذا نرى ان كلاهما يبني الحياة معا ... حياة ذات معنى حقيقي ...
يـانعــــــة ... مثمـــرة ... واحــــة خضــراء ... تشدو فيها العنادل
بأعذب الألحان ... ولكن الجزء الأكبر من هذه الحياة متوقف على المرأة ....
فان هي شاءت جعلت من تلك الصحراء واحــــــة غنـــاء .. وان هي لم تشأ
أبقتها كما هي ... صحـراء قاحلة لا طعم فيها للحياة الحقيقية حتى وان وجد
المــاء بجــانبـهــــــــا ............

انتهـــت

((
ملحوظة : لابد وان يضع القارئ في اعتباره ان تحطيم المياه لهذه اليابسة
ليس كله لأنها بحاجة اليها ....بل قد يكون في بعض الأحيان ضرب من ضروب
الانتقام والثأر للكرامـــــــــة والكبريـــــاء))

أختي ...
في رأيي الشخصي جداً
أنّ المسألة أسهل وأهدأ من ذلك بـ كثير
عندما يكون الطرفين مع بعضهما
ذلك لا يعني الشيء الهائل بـ معنى
أنه لا بد أن يفكر كل شخص منهما
بـ أنه إنسان له ذاته وله عقله وله (أهتماماته)
فقط الذي تغيّر أنهما اجتمعا إن شاء الله على خير
وذلك الاجتماع سوف يكوّن معرفة أقرب وأدقّ
فـ بالتالي إما ان تكون هناك محبة أو عدمها
لا أقصد الكره لأني حقيقةً ولو لدي سبيل لـ حذفت هذه الكلمة من القاموس
ومن عقول المتلذذين بها
المهم ما أريد إيصاله أنه ليس بـ الضرورة أن يكون يابسة أو تكون هي الماء
قد يكونان مثلاً زهرتين في حوضٍ واحد كل زهرةٍ لها مكانها ولها حضورها
ولكن ينهلون ويستقون من نبعٍ واحد ومع بعضهما يجمّلون المكان
لـ تعلمي أن هذه فقط وجهة نظري التي قد لا تتعدى محيط رأسي
وليس بـ الضرورة أن تكون هي الصواب أيضاً ليس بـ الضرورة
أن يقتنع بها القارئ
ولكن من الخطأ أن ننطلق من منطلقات شخصية تشوّه الحوار السليم
وهذا ما ميّز الإنسان غيره
وأنت كنت قد وفّقت بـ جلب هذه الفكرة التي أحترم كاتبها
كما أحترم وجودك
إقبلي شكري احترامي
،عاشقة الورد