لاتكوني مثلي.. اعرفي حقيقة من تحبي قبل فوات الآوان..

بينما أنا جالسة في مكتبي .. أنظر إلى علبة البيبسي بقربي .. إذا بعقلي يذهب بي بعيداً
أنا فتاة لم أتجاوز العشرينات من عمري .. ولكن اشعر أن هناك ما يهدد حياتي .. اشعر أن حياتي بدأت بالتلاشي
لا أستطيع الوقوف على قدمي .. أو الجلوس على الكرسي .. لا أستطيع النهوض من سريري
الم شديد يفتت أحشائي .. اشعر بالإرهاق دائما ..لا أستطيع التركيز .. حرارتي مرتفعةً دائماً..
رغم كل هذا لا أستطيع أن أخبر أحد بما اشعر أو بما أعاني .. فأمي التي هي اقرب الناس إلي لا أستطيع أن اشكي إليها ما اشعر .. أختي أيضا و صديقتي .. لا أستطيع التحدث إليهم بمعاناتي .. بل وحتى عندما أتألم لا أستطيع البكاء..
آآآآآآآآآه لو أستطيع أن أعيد تلك الأيام الماضية .. سأستمتع بالحياتي حينها .. لن أجعلك تتألم يا جسدي .. سأحييك أجمل حياة .. لن أفرط في حقك أبداً .. ليتني أستطيع أن أعيد إلي ما فاتني..
أن سبب كل هذا هو.. من أحببت طوال سنوات عمري الماضية .. هو ذالك الذي لم استطع التخلي عنه أبداً..
هو من كان رفيقي في كل مكان .. أحببته من كل أعماق قلبي ..
انه مشروبي المفضل البيبسي
لم اعتقد يوما أنني سأعاني كل هذه المعاناة بسبب مشروبي المفضل .. فمنذ زمن طويل وقبل أن تبدأ معاناتي كنت
لا أستطيع العيش بدونه .. لا أجد متعة للحياة بدونه.... لا أستطيع الأكل بدونه .. لا أستطيع انجاز أي عمل بدونه..
لا تحلو جمعتي مع صديقاتي إلا به .. لا يكاد يمر يوم من حياتي إلا واحتسي فيه هذا المشروب ..
أمي و أبي.. لم يستطع احد منهم أن يقنعني بتركه ..
أختي وصديقاتي .. وكل من حولي كان الجميع يحاول جاهداً أن يقنعني بمدى خطورته ولاكن دون جدوى..
أضرار البيبسي .. ومدى خطورته و التجارب التي تثبت ذلك
قرأتها مراراً وأدركت ما فيها .. بل وحتى جربت بعضها .. ولاكني لم استطع أن أتخلى عن البيبسي..
كنت أحبه من كل أعماق قلبي .. وليتني ما أحببته .. فانا الآن أتجرع الألم لأدفع ثمن حبي له
حبي تحول إلى كره دائم ولاكن ..بعد أن فات الأوان .. فمنذ سنة ماضية وفي بداية
معاناتي .. كنت أشعر بإرهاق دائم .. كما أني اشعر بآلام في جوفي ..
عندها ومن دون تفكير ..أحتسي شرابي المفضل ..علي أنسى ألمي ..أو اشعر بالنشاط يتجدد بداخلي ..
لم أدرك أني على وشك أن ادخل بمعانات لا تنتهي ..
يزداد الألم يوماً بعد يوم .. تحاول أمي جاهدة أن تقنعني بذهاب للمستشفى ..
ولاكن حبي لامي كان يطغى على مشاعري لم ارغب في أن أقلقها بشأني لذا كنت أتهرب من الذهاب للمستشفى ..
كنت أحاول أن أبدو بصحة جيدة أمامها ..
ابتسم دائما علي أشعرها أني بِاتم صحة.. ولاكن ما كنت إلا لأزيد من حزنها .. فرغم كل هذا كنت مستمرة في شرب ذالك المشروب ..
أشتد المرض بي كثيرا ً.. لم استطع إخفاؤه عن أمي وأبي ..
فقد جار بي الألم إلى أن أصبحت طريحة بفراشي..
لا أستطيع النهوض إلا بعد عناء شديد..عندها ورغما عني أخذني والدي إلى المستشفى
لأبدأ أول أيام حزني ..
بعد تشخيص دام ساعات طوال .. كانت الفاجعة .. هي أنني مصابة بتليف في الكبد..
لم تستطع أمي التحمل انفجرتْ بالبكاء أمامي .. بدا أبي شديد الذهول لما سمع .. خرج مفزوعاً وتوجه إلى الطبيب..
لم يستطع التصديق بما يقال ..
أما أنا فلم استطع أن استوعب ما سمعت .. لا كن الفاجعة الأشد على قلبي هي عندما اخبر ت بأن السبب هو البيبسي..
تمنيت أن يخبرني أحد بأنها مجرد مزحة .. ولاكن لا مفر من الحقيقة .. فأنا من سبب هذا الألم لنفسي ..
كانت أمي المسكينة تمسح دموعي .. وتحاول إخفاء دموعها عني ..
ضلت معاناتي بالمستشفى لمدة أسبوع .. يشتد بي الألم يوم بعد يوم ..
وبعد انتهاء الأسبوع وككل يوم قدم أبي لزيارتي بالمستشفى و رغم ان حالتي كانت أسوء من ذي قبل ولاكن كان ابي يبدو سعيداً ... أمي أيضاً بدأت تتبسم ..
لم أدرك لماذا ولكني شعرت بالسعادة لأنهم يبدون كذلك..
في اليوم التالي أخبرتني أمي أن الطبيب قرر إجراء عملية جراحية لي..
جلست مذهولة .. كنت مترددة وخائفة .. سالت أمي .. عن نوع هذه العملية ..
ولكن كل ما أخبرتني به هي انه لا يجب أن اقلق فالعملية يسيرة ولن تستغرق الكثير من الوقت ..
شعرت بشيء في داخلي يحاول أن يمنعني من الأقدام على ذلك ..
ولكن لا أستطيع الرفض .. فأمي مصرة على أن أقوم بهذه العملية الجراحية ..
أخبرتني أن أبي أيضا يأمل مني الموافقة على هذه العملية .. شعرت بالاستغراب لان أبي لم يحاول إقناعي ..
بل ولم يقدم لزيارتي ذلك اليوم..
وبعد ساعات أخذت إلى غرفة العمليات .. لم أكن اعلم أي نوع من العمليات .. أو في أي عضو من أعضاء جسدي
ستكون .. فألمي اشد من أن أفكر بهذا ..
أدخلت إلى غرفة العمليات وليتني لم ادخل إلى هناك ..
بعد دقائق دخلت في غيبوبة كاملة.. استيقظت بعدها .. لأجد أمي بجانبي تتبسم ..
وهناك في السرير المقابل .. كان يرقد والدي .. لماذا أبي هناك .. ماذا حصل ..
هل كان متعبا لدرجة انه نام بالغرفة ..
التفتَ إلي أبي بوجهه الحاني .. ينظر إلي ويتبسم يقول بصوت خافت
الحمد لله على سلامتك يا بنيتي ..
وجهت ناضري إلى أمي لأسألها لماذا أبي هكذا .. لماذا يتحدث بصعوبة ..
أخبرني أمي حينها أن عمليتي كانت في الكبد .. وأن أبي قام بالتبرع بجزء من كبده لأجلي ..
انفجرت عندها بالبكاء .. كيف يفقد والدي جزاء من كبده لأجلي ..
لم أتسبب في إيذاء نفسي فحسب بل تسببت بأذية اعز الناس إلى قلبي ..
ليس والدي فحسب .. فأمي أيضا قد عانت لأجلي ..فبعد مرور شهر على عملية الكبد
لم تبدأ حالتي في التحسن أبداً .. بل كانت تتحول من أسوء إلى أسوء..
عندها أخبرنا الطبيب انه لا فائدة من عملية الكبد فكبدي قد تلف معظم أجزاءه من جديد..
تزداد حالتي سوء بمرور الوقت .. فاليوم أسوء من الغد والقادم سيكون أسوء من الماضي ..
تحولت أيامي إلى آلام مستمرة .. لم يتوقف المرض على هذه الحالة فحسب بل أصبت بعدها بفشل كلوي
لتزيد معاناتي .. لتتحول مأساتي إلى ألف مأساة .. فرغم أن الطبيب قد اخبرنا انه لا أمل فحياتي لن تعود من جديد وحالتي لن تتحسن أبدا .. رغم ذلك
أدخلت إلى غرفة العمليات من جديد..لأسرق عضواً آخر ..
اسرقه من اعز الناس على قلبي ..من ذلك الشخص الذي لم يتحمل رؤيتي أتجرع الألم ..
ممن حاول أن يخفي الألم عني .. فعندما لم يستطع حاول ..أن يخففه ولو لقليل من الوقت ..
إنها أحب الناس إلي ..أمي.. قامت بإعطائي كليتها علي أتحسن ولو لقليل من الوقت ..
اشعر بالأسى لما فعلت .. فبسبب أنانيتي جسدي يتأذى ثم أبي والآن أمي ..
لم استطع أن أتخلى عن ..مشروب ولاكن أمي وأبي تخلو عن أجزاء من أجسادهم لأجلي ..
كيف أكون سبب في معاناتهم .. بدلا من أن أكون سبب في إسعادهم .
اشعر بالحزن عندما أتذكر أن الله سوف ينطق أعضاء جسمي .. لتشكو له من سوء معاملتي لها
لا اعلم كيف سأعتذر لخالقي لمن وهبني هذه الأعضاء .. و استأمنني عليها وأوجب حقوق لها علي ..
فضيعت الأمانة ولم أرعى حقوقها .. لم انتصح عندما كان الآخرون يحاولون نصحي..
تسببت في الأذية لوالديّ بسرقتي لأعضائهم .. وسلبت السعادة منهم بدل أن اجلبها لهم ..
لا تزال كلمات والدي محفوظة في ذاكرتي .. فعندما كنت أزعم باني مدمنة للبيبسي و لا أستطيع تركه.. كان ابي يضحك
ويقول .. لو ان المدمن لا يستطيع ترك ما ادمن عليه لما ترك الصحابة شرب الخمر .. وتحججوا بحجتك..
كنت أنانية بكل ما تعنيه الكلمة .. فأنا اشعر بالسعادة عندما اشرب البيبسي .. و لا أستطيع الاستغناء عنه أبداً. ولاكني لم أفكر يوما في أن والدي وجميع من حاول أن يمنعني من البيبسي .. يتألم بسبب شربي له ..
بالفعل فأنا أنانية .. فكم دفعت المبالغ لأشتري هذا المشروب رغم علمي بان صنّاعه هم أعدائي .. الذين قتلوا إخواني بكل مكان .. وأنا بما فعلت أعنتهم على ذلك ..
لا أستطيع البكاء ..لا أستطيع أن اشتكي لأحد لا أستطيع لوم احد ..فأنا السبب في معاناتي ومعانات كل من أحبني وحاول جاهداً أن يمنعني من ذالك البيبسي الذي كان في الماضي مشروبي المفضل .. وليته لم يكن ..
كل ما أستطيع فعله هو أن أتحمل الم اليوم وأنتظر الم أكثر في الغد .. فعندما ينقضي اليوم لا اعلم
عن حالتي في الصباح ..هل سأتابع مسيرة الألم ؟؟
أم أنني سأكون هناك بعيدة عن الحياة لأرتاح وأريح غيري وإلى الأبد ؟؟
بينما أنا في هذه الحال .. إذا بي أفيق من خيالاتي .. لأجد يدي سطرت ما أملى عليها عقلي ..
علي أتذكر ما ستؤول إليه نفسي فأستدرك وقتي واترك ما تملي علي نفسي ..
تلتَفتُ حينها عيني .. لأرى علبة البيبسي لا تزال بقربي .. عندها آخذها بعييدة عني ..
وأعاهد نفسي .. باني لن اجعلها تقاسي أو تعاني ..
حمداً لك يا ربي أن وهبتني من ذكرني .. شكراً لك يا عقلي فأنت من أنقذني ..

موضوعك رائع عزيزتي شموخ البدر - ومن روعته بدأت أقتنع بضرورة ابتعادي عن الببسي جزاك الله ألف ألف خير على هذه النصيحة

جعلك الله لي أخت وفيه

تقبلي احترامي لقلبك وقلمك الرائع

حتى متى سنستمر في حب هذا المشروب اللعين..

حتى متى ننقاد لاهوائنا دون تعقل..

هل لابد أن تنهار اجسادنا..ويضحي اهلنا بأرواحهم من اجلنا ..

لندرك خطوة مانفعل..

فلتستفيقوا قبل فوات الاوآن

» لماذا بعد فوات الآوان
» حقيقة وليس خيال
» اعرفي اسمك بالياباني
» اعرفي شخصيتك بلون لبسك
» لا يفوتكم بنات اعرفي نوع خجلك