كيف أصبح الانسان نصابا

خُلق " الإنسان " مسالما ً وديعا ً صادقا ً " بالفطرة " , ولكنه جرّاء ما يواجهه من مصاعب " معيشيّة " وظروفٍ بيئيّة قاهرة , إضطر على أن يلجأ إلى " النصب " والإحتيال والطمع والكذب والجشع وفي حالة وصوله إلى مرحلة " الإكتفاء الذاتي " فهو لن يتورّع عن مواصلة خداعه وتدليسه وأساليبه " الملتوية " ولكنها سوف تتضاءل " نسبيا ً " عكس ما لو كان " طفران " يبحث عن ما يكفل له " حياةً كريمة " ولو كانت على " جماجم " الآخرين وأشلائهم الممزّقة.

وإلا فمن يفسر قيام " شركات كبرى " على صناعة كل مامن شأنه أن يدمّر ويسحق البنا التحتيه " للحياة البشرية " من طائرات وصواريخ باليستية ومتفجرات وقنابل عنقودية أمثال " لوكهيد مارتن " و " أليانت " و " مينسوتا " كل ذلك من أجل " تأمين المستقبل " وتوفير السيولة للقائمين على هذه الشركات والبلاد التي تتخذها مقرّا ً لها , ولا أبالغ إذا قلت أنها لم تتأثر بالأزمة المالية الأخيرة لشدّة الطلب عليها في ظل حمّى التسلّح العالمي والقصف المستمر للشعوب المسلمة والعربية والتي لولاها لوضع الشمع الأحمر على أبوابها وأعلنت " إفلاسها ".

عندما " ينشأ " الإنسان في بيئة تكرّس مفهوم " المرجلة " بشكلٍ لا يتوازى مع الإمكانات " المتاحة " والظروف التي قد تواجهه في " المستقبل " وربما تعصف به ليظلّ " ميسور الحال " أو دون ذلك بقليل في ظلّ " نغنغة " من حوله وكثرت " دراهمهم " فإنه حتما ً سيتّخذ من " المكر " والتدليس " دستورا ً " ومنهجا ً يسير عليه ويلتزم بثوابته " الغير ثابته " والتي يحدّدها " نوع " العملية التي سيقوم بها للحصول على ما يريد.

بمعنى أنك قد تضطر إلى " الصدق " والأمانة في بعض " المواقف " للتمهيد " لكذبةٍ كبيرة " تعود عليك بالمال الوفير والخير الكثير , والذي سوف " تسخّره " للدخول في عملية أخرى تعود عليك بما هو " أعظم منفعة ً " من العملية التي تسبقها وهكذا دواليك حتى تكون عضوا ً في إحدى " الغرف التجارية " أو مسؤولا ً فيها أو حتى " رئيسا ً لها " إن سارت الأمور وفق ما هو مخطط له وسلمت من " القبض " عليك قبل أن تكون " شريفا "ً رغما ً عن أنف الجميع أو لصّا ً " فوق القانون " إن صحّ التعبير .

أنا لا أدعوا إلى " النصب والإحتيال " كما يبدو لكل من يقرأ هذا " المقال " , ولكنني أجدها "ضرورةً حتميّة " في ظل هذه الظروف الراهنة والأوضاع المزرية وشظف العيش الذي يواجه كثيرا ً من " العاطلين " , ولكن عزاءهم الوحيد أن " الفول المدمّس " لا يزال بريالين " والتميس " بريال.

» حلم أصبح حقيقحه ....
» عجـــائب الانسان والحيـــوان !!
» الانسان ام البستان
» مشاعر الانسان
» حوار بين الانسان وماضيه