الأنشطة الطلابية

تُعد النشاطات المدرسية بمختلف أنواعها ثقافية ورياضية واجتماعية من أهم أجزاء مناهج التدريس الحديثة والتي انتهجتها وزارات التربية والتعليم في الدول العربية، بعد أن تأكدوا من جدواها في الدول التي سبقتهم إلى ذلك. وهذه النشاطات الرياضية قد يمارسها الطفل من غير أن تكون موجهة، فهو يلعب الكرة ويجري ويلعب، ولكن بتحديد وقت معين لها ثم بالقيام بها على أساس صحيح هو ما يزيد من نفعها وجدواها. والاهتمام بها جاء أخيراً بعدما اكتشفوا أنها مهمة في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير للعملية التعليمية، وذلك لأنها تساعدهم على تنمية القدرات الإبداعية والابتكار وتنمية الخيال وتركز انتباههم من خلال متابعتهم لألعابهم وتعلمهم الأفعال وردود الأفعال والفهم الصحيح لبعض الخطوات، وإنجاز الفروض المدرسية لأنها تتخلل عملية التدريس وتتداخل معها وترفع من نسبة الذكاء لدى الطلاب. ليس هذا فحسب وإنما تساهم هذه الأنشطة في تحقيق تنشئة متوازنة ومتكاملة يستفيد منها الطالب وتساهم في تنمية شخصيته.
وبالإضافة لذلك فالنشاطات الرياضية تمنح الفرد السعادة والسرور وتوسع صدره، وتمتص الانفعالات السالبة، وتحل بدلاً عنها الانفعالات الإيجابية وتزيد من مقدرته على العمل والإنتاج، وتساعده في المثابرة وتحمل المسؤولية وتكسبه الشجاعة والإقدام.
أما النشاطات الاجتماعية كالجمعيات المختلفة والقيام برحلات مدرسية؛ خاصة لو كانت للأماكن الأثرية والمتاحف والمحميات الطبيعية، فهي مفيدة لأنها تسهم في تعريف الطالب ببيئات وحضارات قديمة وتعبر باختصار عن مفهوم الحياة الشاملة. وهذه الحياة المدرسية بعلاقاتها الاجتماعية تنمي عند الطلاب قيمة التعاون والمشاركة، وتحقق لهم نمواً متكاملاً في شخصياتهم فينشؤوا على تربية متوازنة تتشكل من عناصر هامة تساهم في تحقيق النمو لشخصياتهم وتصقلها حتى يستطيعوا خوض غمار الحياة بكل ثقة وقوة.
أما النشاطات الثقافية فتكون بالاهتمام بالقراءة والاطلاع؛ خاصة في مجال الكتب العلمية لأنها تساعد على تنمية ذكائه وخياله العلمي والابتكار وقدرته العقلية، ويؤدي كذلك إلى التفكير العلمي المنظم من خلال سرد القصص الخيالية التي تحث على الأخلاق الإيجابية والصفات الحسنة، خاصة لو كانت سهلة المعنى بسيطة في تناولها مثيرة لاهتمامات الطفل وشاحذة لخياله. والاهتمام بالكتاب على وجه الخصوص يحفز على التفكير العلمي لدى الطالب ومن خلاله يستطيع تذوق المفاهيم العلمية المختلفة وأساليب التفكير الصحيحة. ولا تقل أهمية الكتب الثقافية بأنواعها في مجال القصة والشعر والأدب والمعلومات العامة تاريخية أو جغرافية.
والمدارس التي ترعى هذه النشاطات بمختلف أنواعها ثقافية، اجتماعية، رياضية، هي التي يتحقق عندها مستوى نجاح أكبر من غيرها من المدارس لأنها تهيئ شخصية الطالب وتعده ليستقبل العلم ومن ثم يساهم في مجتمعه ووطنه بما هو مفيد


م ن ق و ل